::
أبو الحسن
جزاك الله خيراً على طرحك الموفق
موضوع جميل وتساءل أروع ..
وهو في حقيقته يعبر عن ظاهرة اجتماعية في الواقع ،وكلمة الملتزم (مطوع) تعني التمايز بين فئة وفئة من حيث الدين والفضيلة حتى يؤثر هذا التمايز الذي صنعه المجتمع بنفسه على طبيعة العلاقة الاجتماعية من حيث الزيجات والتعامل في العمل الوظيفي ،، وكل هذا الأمر هو في الغالب محكوم في الظاهر ليس إلا .... هذا من جانب
الجانب الآخر ليس في شريعة الإسلام أو نص قرآني أو حديث نبوي يقسم المجتمع إلى فئتين فئة الملتزمين ( المطاوعة ) أو فئة (.....) وإنما هذه المصطلحات أنتجها الواقع الاجتماعي بحكم طبيعة علاقاته وتصرفاته الدينية وتصنيف الناس من خلال الدين السائد المعروف اجتماعيا ورفض أي رأي آخر في فرعيات الدين !!
وأنا في تقديري أن هذا التقسيم (بدعة) ما أنزل الله بها من سلطان فالمسلمين سواسية بين بعضهم البعض وأمام النظام وكلنا مواطنون لنا حقوق وعلينا واجبات ومن حق أي شخص أن يحترمه الآخرين ولا يحدد فضل أحد على أحد إلا الله في الآخرة عند الصراط ..
تأملوا في نصوص الوحيين وكلام الصحابة والسلف هل ستجدون مثل هذا التصنيف السطحي للدين؟
هل ستجدون مثل هذه التقسيمات؟
أصبح لدينا اليوم دينان !!
دين للملتزمين (المطاوعة ) " المجتمع يطلب منهم كل شيء حتى أصبح المستحب واجب عليهم ".
ودين للعاديين!!! " ولهم الحق في فعل كل شي وواجب على المطاوعة أن يدعوا لهم وأن يحسنوا أسلوبهم حتى لا ينفر هؤلاء من الدين وكأن المطاوعة أتوا بدين جديد !! " .
ملاحظة :
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : من الأحوط ترك مصطلح مطوع أو ملتزم واستخدام كلمة ( مستقيم ) على الـ (مطوع) , فمطوع معناها يختلف بشكل جذري عن الدين وملتزم أي متمسك بدينه وكلنا متمسكين بديننا ولله الحمد , فالأنسب هو استخدام كلمة ( مستقيم ) بدل الكلمات الأخرى لتوافق الكتاب والسنة ..
{ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا } .
عن أبي عمرو سفيان بن عبدالله الثقفي ، رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولا ، لا أسأل عنه أحدا غيرك " . قال : ( قل آمنت بالله ، ثم استقم ) رواه مسلم في صحيحه .
قال ابن رجب رحمه الله : " والاستقامة في سلوك الصراط المستقيم ، وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرة ، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها : الظاهرة والباطنة ، وترك المنهيات كلها " .
نفع الله بالجميع
::